السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بارك الله فيكم وجزاكم الخير ...رجاء ساعدوني . أنا متزوجةمنذ عشرة أشهر فقط ....وبعد شهر واحد من الزواج سافرت مع زوجي لبلد خليجي من أجل عمله. ثم بعد شهين بدأت بالعمل أناكذلك ووقتي يملأه العمل
وبالتالي ما أقوله الآن ليس ناتجاً عن فراغ وملل فالرجاء أخذهذا بعين الاعتبار . أنا لا أعرف أحد هناك وبطبيعة تربيتي فأنا لا أحب العلاقات الاجتماعية الزائدة...ولا أرتاح لكثرة المعارف السطحية والرسمية ...
أما زوجي فهو لديه أصدقاء كثر في هذا البلد وهو يحب العلاقات والخروج مع اصدقائه ...وهذه إحدى نقاط الخلاف بيننا حيث دائماً هو يريد الخروج و انا لا أستطيع احتمال ذلك
(والسبب الحقيقي وراء ذلك أنني حساسة جداً تجاه كلام الناس ولا أحب التفاخر وأرى ان معظم جلسات النساء الشابات تدور حول التفاخر والكلام الفارغ وهذا يزعجني ويتعب نفسيتي لأنني لست من هذه النوعية ..و أفضل أن أسلم بنفسي ويسلم الناس مني لأن من تضايقني بكلامها ...
تظل محفورة في ذاكرتي وكلما جاء ذكرها اتذكر عيوبها وأستغفر الله على هذا ولكنني لا أعرف كيف أنفس عن غضبي إلا هكذا وليس عندي من أكلمه إلا زوجي في الغربة )...وقد أصبح رأي زوجي أنني حقودة ولئيمة وسلبية ولا أحب الناس ...ويلومني على أن علاقاته الاجتماعية ستكون قليلة ...
أنا لا انكر ان في عيباً هو انني أغتاب أي واحدة تضايقني أمام زوجي ولكن هذا من باب تنفيس الغضب ليس إلا ....لم يمر على زواجنا ستة أشهر وقد بدات أشعر ان حياتي معه تتحول تدريجياً إلى جحيم ...و انا أبكي كل يوم من تصرفاته وإهماله لي
هو يحب الجلوس على النت والشات كثيراً مع أصدقائه وأقربائه حتى لو كنا في السوق لجلب الأغراض او كنا في السيارة دائما مشغول بهم ويتكلم حتى على شات الجوال دائما ً وكأنه مدمن على ذلك ...وعندما اطلب منه أن يجلس معي يرفض ويظل على النت ولا يعطي لمشاعري اعتباراً .
كما ان أصدقائه وأقربائه مقدسين عنده ....على حساب حياتنا سوية ...مهما كان حالنا فإنه يتركني لأجلهم وهو مستعد لان يضحي بكل شيء لأجل أقربائه اما انا ففي آخر اولوياته ...
ولو ان اي أحد طلب منه شيئاً فإنه يتركني بالساعات لكي ينفذ له طلبه وإذا انا طلبت منه شيئاً أو طلبت منه ان يبقى معي فإنه يرفض وعندما أسأله هل هناك ما يضايقك فيي فيقول لا ...و انا لا اعرف كيف اتصرف معه ....
تعبت وفي الحقيقة انا كنت في بداية زواجنا متعلقة به جداً وأنا رومنسية بطبعي بينما هو لا يعيرني أي اهمية في حياته وهذا يقتلني ويقهرني ....وفي الآونة الاخيرة أصبحت أشعر بأنني أكرهه وأحيانا أدعو عليه بالسوء وأن يقهره الله كما يقهرني ..
كما صرت أفكر كثيراً بالانفصال رغم أنني لا أريد لحياتي ان تتدمر ...أنا لم أخطط لهذا ولا أريد لحياتي مع زوجي الذي اختاره الله لي جحيماً...
كما أنني حساسة وعاطفية جداً ولا أستطيع العيش مع زوج لا يداري عواطفي. أرجوكم الرد ...رجاء انا بحاجة للمساعدة رجاء لا تتأخروا علي جزاكم الله خيراً
ختي الفاضلة داليا .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كل ما ذكرته في استشارتك من ضعف علاقاتك الاجتماعية و بعد زوجك عنك ما هو إلا نتاج لحساسيتك الزائدة تجاه الأمور .
فالإنسان الحساس يتأثر أكثر من اللازم بالعوامل الخارجية المحيطة به والخارجة عنه فهو يفسر الكلمة والنظرة والحركة أكثر مما تحتمل و يعطى الأشياء صدى لاستحقه و ذا يؤدي الى تهربه من تكوين علاقات ويبعد الناس القريبين منه .
ولذلك سعادتك في حياتك تعتمد على تغلبك على الحساسية وعن ذلك عن طريق:
1- زيادة ثقتك في نفسك
2-حسن الظن بالآخرين فهي أريح للقلب و أسعد للنفس امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا...".
3-الحرص على تكوين العلاقات الايجابية مع زملاء العمل او الجيران و توجيههم للخير الصبر على ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) وكما قال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ[الشورى:43]،
وفي الختام أسأل الله أن يهبك نفسا رضيه و يوفقك دنيا و آخرة .
الكاتب: م. عاطف محمد الكنيدري
المصدر: موقع المستشار